ألم نجعل له عينين

أجمل وأدق وأرق ما في الإنسان وأعمقه وأقواه، صغيرٌ حجمها، لكنها تسع الكون بما فيه من بحار وأنهار وجبال وأشجار وشمس وقمر وأرض وسماء. الحواس بها جميعا تكون حواسَّ، وبدونها تتعب كل حاسة في تصور ما في الوجود من أشياء.. هي النافذة التي بها تعرف الأشكال والألوان والأسماء، وتكشف الأسرار وتدفع الشرور وتتعارف القبائل والشعوب، ويُقدر الجمال وتُدرك المعارف والعلوم، ويُستدل بها على خالق الوجود.

 

تفرح لفرح الإنسان فيكاد الفرح يقفز بها فتبتسم ابتسامة لا يقدر على اصطناعها أو إخفائها إنسان، فهي لا تعرف الكذب كالشفة واللسان، تحزن لحزن صاحبها فتعبر عن مشاعره الدفينة بما تعجز عنه الكلمات والعبارات والأقلام.

 

عجيبة كيف تقدر على حمل أكثر المعاني تضاداً؟ بل وكيف تعبر عن كل مشاعر وعواطف الإنسان؟ فهي تحب وتبغض، تضحك وتبكي، تعطي وتأخذ، ترضى وتسخط، تأمل وتيأس، ترغب وتتمنع، تضطرب وتهدأ، تعذب وترحم، تبني وتهدم.

 

عندما ننظر إلى شيء ما يدخل الضوء المنعكس من هذا الشيء إلى عدسة العين بسرعة فائقة مذهلة تتعدى 10 ترليونات فوتون من الجزيئات الضوئية في الثانية الواحدة، ثم يمر هذا عبر العدسة والسائل الذي يملأ كرة العين إلى الشبكية، التي تحتوي على أكثر من 500 مليون خلية بصرية في طبقة واحدة من طبقاتها، لتميز الضوء عن الظلام، وتتحسس الألوان، ثم تخزن الصورة وتحولها إلى نبضات كهربائية دقيقة تنتقل إلى الدماغ عن طريق الألياف العصبية البصرية التي يقدر عددها بثمانمائة ألف ليف عصبي، وفي الدماغ يتم تكوين الصورة النهائية وإدراكها في عملية تسمى الرؤية، فنحن نرى بأعيننا ولكن الرؤية لا تتم إلا في الدماغ.

 

وتستطيع العين فك شفرة مشهد مكون من ملايين المعلومات، وتميز بين ما يزيد عن 10 ملايين لون مختلف في أقل من ثانية واحدة بسرعة ستمائة ألف بت في الثانية الواحدة (والبت هو أصغر وحدة قياس)، هذه السرعة المذهلة تكون بالألوان وبدقة متناهية فائقة معجزة تقدر بـ 575 ميجا بيكسل أي 575 مليون بيكسل، والبيكسل هو وحدة بناء الضوء، أي أكثر من خمسين ضعفاً من أحدث عدسات الكاميرات الرقمية في العالم بالرغم من أن وزنها لا يتعدى 8 جرامات وحجمها في المعدل 25 مليمترا، وملَّكها الكريم سبحانه الغني والفقير.

 

وتعتبر العين من أهم عوامل الحماية والدفاع واستمرار الحياة لما ترسله للدماغ من إشارات تحذير وإنذار، ولتحقيق هذه الدقة بصفاء ونقاء الصورة التي تنقل للدماغ، نجد الخالق المبدع سبحانه جعل القرنية التي نرى من خلالها الأشياء شفافة تماماً لكيلا تشوش الصورة على الإنسان، وذلك بخلوها من أي أوعية دموية، على خلاف كل أنسجة الجسم دون استثناء، وجعلها تأخذ ما تحتاج إليه من أكسجين وغذاء من خلط الماء الذي تفرزه الأنسجة المجاورة خاصة الأهداب.

 

وقد حمى الله كل عين في تجويف عظمي بالجمجمة وأحاطها بوسائد دهنية تعمل على امتصاص الصدمات، ويمر من خلالها الأعصاب والأوعية الدموية والعضلات المحركة للعين، وجعل الجفون لها كالستار المتحرك يسدل على العين عند الخطر، وخلق الرموش لتكون مصفاة تمنع دخول الأتربة، وسخر الدموع لغسل العينين دورياً بمادة طبيعية فعالة جداً مضادة للميكروبات، وأبقى سطح القرنية الأملس رطباً سليماً، ولو اضطرب عمل الدموع فقط فإنها تشكل خطراً على سلامة العينين وتتطلب معالجة طبية سريعة لإنقاذ المريض من الإصابة بفقدان الرؤية، بل جعل الله سبحانه الدموع تخلص العين من مواد كيميائية ضارة ناتجة عن التوتر، وفي حبس الدموع ضرر على الجسم نتيجة التوتر والضغط النفسي، كما أنه يؤدي إلى الأمراض.

 

وأودع الخالق العين مادة تمنع التجمد لأهمية العين التي لا يستغني عنها الإنسان ولا يستطيع أن يغطيها وإن كان في القطب الشمالي والحرارة 70 تحت الصفر.

 

والحديث عن إعجاز خلق العين لا ينتهي، وهو إثبات لوجود الخالق سبحانه وتعالى (ألم نجعل له عينين)، بل ليس هناك عين مثل الأخرى بين بلايين البشر، ولذلك تعد بصمة قزحية العين في الوقت الحاضر أفضل طريقة للتأكد من هوية الأشخاص في أقل من ثانية واحدة بكاميرات مخصصة ذات دقة عالية بدون شعور الشخص بأنه يتم قراءة بصمة عينيه.

 

إن العين نافذة الروح وعدسة الإعجاز التي وهبها الله الإنسان ليرى بها جميل صنع ربه ويتفكر في بديع آيات خلقه، فتصبح العين للإنسان بذلك مصدر هداية وصلاح لقلبه، قال تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ)، وقال (وَفِي أَنْفُسكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون)، وقال (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، بل يقسم الله بالبصر فيقول (فلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ).

 

 

والعلم يكشف أن الضوء شكل من أشكال الطاقة وهو جزء من موجات كهرومغناطيسية، والعين ترى الموجات التي تتراوح موجاتها ما بين 400 و 700 نانوميتر، ولا ترى الموجات المتبقية ما فوق وما تحت هذه الترددات مثل أشعة إكس وأشعة جاما والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء وأشعة الرادار، وكلها لها تطبيقاتها على نطاق واسع في حياتنا، لكننا لا نراها بالعين المجردة، فسبحان من أقسم بما نبصر وبما لا نبصر.

 

 

وبالعين أصبحنا نستطيع أن نرى أبعد الكواكب والمجرات، وأصغر مكونات الذرات، بل وأدق تطورات الجنين التي كنا نعجز عن رؤيتها في السابق بعد تكبيرها مئات الآلاف من المرات.

 

 

وبالرغم من معجزات العين إلا أن هناك من البشر من يعرف هذه الحقائق ولا يزال يصر على أن الصدفة هي التي خلقت الكون والإنسان، فالبصر نور العين يريك ظاهر الأشياء، ولكن البصيرة نور القلب هي التي تريك الحقائق وراء الأشياء، وبها تصبح العين أداة صلاح وهداية، وبدونها تنقلب العين أداة ضلال وغواية، (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).. حقاً بالعين ننظر وبالدماغ نرى، لكننا بالقلب نبصر.

 

 

وكما للقلب من تأثير على كيفية إبصار الأشياء ورؤيتها على حقيقتها، فإن لما تبصر العين من أشياء تأثيراً على القلوب وسلامتها، فالبيئة البصرية التي تحيط بالعين فترة من الزمن تضع بصمتها الواضحة على القلب والروح وطرق إدراكها ومعالجتها للأحداث التي تمر بها، فإطلاق البصر سبب لأعظم الفتن، فالعين مرآة القلب فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته، ونقش في قلبه صورة تلك المبصرات (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)، (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارهنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجهنَّ).

 

لا يوجد قانون وضعي في الأرض يلزم بغض البصر، فغض البصر مدرسة تهذيب النفس في الإسلام، غض البصر يورث القلب نورا وإشراقا، يظهر في العين والوجه والجوارح ويفتح للعلم أبوابه، شكى الشافعي إلى أستاذه وكيع سوء حفظه فقال:

شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي      فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي

 وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ           ونورُ الله لا يهدى لعاصي

يقول الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ النَّظْرَةَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، فمَنْ تَرَكَهَا مَخَافَتِي أَبْدَلْتُهُ إِيمَانًا يَجِدُ حَلاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ)، ويقول سبحانه وتعالى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ).

كـل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك الســهام بلاقوس ولاوتر

 

كان العلم سابقاً يعتقد بأننا عندما ننظر للأشياء أو نرى عملاً يمارس أمامنا ينشط فقط مركز الإبصار في الدماغ الواقع في قشرة الفص الخلفي من المخ، لكن العلم الحديث يثبت أننا عندما نرى عملاً يمارس أمامنا فإن الخلايا العصبية المسؤولة عن القيام بمثل هذا العمل الذي نراه تنشط كذلك في الدماغ وكأننا نحن الذين نقوم بهذا العمل، وأطلق على مثل هذا النوع من الخلايا العصبية اسم “عصبونات المحاكاة” “Mirror Neuron” لأنها تحاكي العمل الذي نراه.

 

وتعتبر عصبونات المحاكاة من أهم الاكتشافات الحديثة في مجال علوم المخ والأعصاب، وهذا يفسر إحساسنا بمعاناة الآخرين وآلامهم وكأننا نشعر بها حقيقة ونتعاطف معهم، وهو تحقيق أن الله خلقنا من نفس واحدة، ويمكن أن نشعر بالتراحم والتعاطف لبعضنا كجسد واحد (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى). ولكن عصبونات المحاكاة كذلك تفسر ما يستشعره من يطلق لعينيه عنانهما ويشاهد فيلماً إباحياً، فهي ليست مجرد رؤية ولكنها تنشط مراكز الجنس في المخ كأن المرء يمارسها فعلاً بمجرد النظر إليها، وصدق الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى، حين قال قبل أكثر من 1400 عام في حديث متفق عليه: (العينان تزنيان وزناهما النظر).

 

من الصعب علينا أن نتحدث عن العين والإبصار ولا نذكر أعظم العلماء قاطبة في علم البصريات، والذي كانت أعماله هي الأساس الذي بنى عليه الغرب جميع نظرياتهم في هذا الميدان، سواء في اكتشاف المجهر أو التليسكوب أو في فيزيولوجيا الإبصار، وهو من إليه تنسب مبادئ اختراع الكاميرا وتشريح العين تشريحاً كاملاً، فهو أول من شرح العين تشريحاً كاملاً ووضح وظائفها وأجزاءها ودرجة التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار قبل أكثر من ألف عام في مرجعه العظيم “المناظر” إنه أبو علي الحسن بن الهيثم.

 

في سؤال طرحته مجلة “New York Times” في نهاية الألفية الماضية لمجموعة من العلماء والمفكرين عن أفضل فكرة أثرت في تاريخ البشرية قاطبة، أجاب الروائي العالمي “Richard Powers” قائلاً: (حين نبحث عن الأفكار التي غيرت تاريخ البشرية سنجد أنفسنا ربما أمام مفاهيم مثل الجامعات والتعليم والديموقراطية والمنظمات السياسية والاجتماعية أو حتى القوانين النسبية لأينشتاين، وقوانين نيوتن، لكن هذا التفكير ناتج عن قصر نظر من جانبنا لأننا علينا من باب أولى أن ننظر للفكرة التي قادت لكل تلك الأفكار وهي فكرة المنهج العلمي التجريبي الذي وضعه رجل اسمه “أبو علي الحسن بن الهيثم” الذي ولد سنة 965 م بمدينة البصرة في العراق).

 

عندما يُذكرُ الحسد تُذكرُ العين، فما علاقة العين بالحسد.. الحسد الذي يُعرَّفُ بأنه بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها.. هل هما نفس الشيء؟ وما موقف الإسلام منهما؟

 

جاء الإسلام ومعه المنهج الرباني فأقرَّ أموراً كانت قائمة في الجاهلية وأبطل أخرى، ومما أقرّّ وجود الحسد والعين، فقالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْعَيْنُ حَقٌّ، لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا…) وقال (لا يَجْتَمِعُ فِي جَوْفِ عَبْدٍ الإِيمَانُ وَالْحَسَدُ)..

 

فالحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله، لأن فيه كرهاً واعتراضاً على قضاء الله أن جعل النعمة في غير الحاسد، وهو من أمراض النفوس.

 

وقد حرم الإسلام استخدام غير قراءة المعوذتين واللجوء إلى الله للتحصين ضد الحسد والعين، فهو سبحانه الذي يحمي ويشفي.

 

ومنهم من فرق بين الحسد والعين، فقال إن الحسد يتم بمجرد حدوث علم الحاسد بنعمة المحسود سواء بالرؤية أو السماع، أما العين فلا تتم إلا برؤية الناظر إلى الشيء أو الشخص المنظور، فهي كما عرفها ابن القيم في الزاد كالسهام تخرج من نفس الحاسد العائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، وهذا الفهم يرجحه علم الطاقة الحديث، فكل ما في الكون صورة من صور الطاقة بما في ذلك الإنسان..  هذه الطاقة تؤثر على الجسم البشري بصور مختلفة، بل إن الجهاز العصبي في الإنسان ما هو إلا نظام طاقة مضبوط عند مستوى معين ومنتظم.

 

وقد أثبتت دراسات عديدة أن الطاقة الكهرومغناطيسية التي يصدرها الإنسان يمكن أن تؤثر فيما حوله، ومن هذه الدراسات دراسة قام بها الدكتور هيروشي موتويام Hiroshi Motoyam مدير معهد النفس الديني في طوكيو والمتخصص في علم الوظائف وعلم النفس التخاطري، حيث صمم جهازا دقيقا لقياس الطاقة المنبعثة من جسد العين الضارة، واستطاع تحديد بؤرة هذه الطاقة بين العينين، فصاحب العين له قدرة على إيقاظ هذه البؤرة  فتنساب الطاقة من جهازه العصبي  لتؤثر على الشخص المصاب.

 

بل وأثبت د. كولن روس Colin Ross الطبيب النفسي والمدرب المختص بمعهد روس لعلاج الصدمات النفسية بولاية تكساس الأمريكية أن العين البشرية قادرة على إرسال انبعاثات كهرومغناطيسية، وقد نشرت الدراسة بعنوان (الأسس الإلكتروفيزيولوجية لمعتقد العين الحاسدة الشريرة)

 The Electro Physiological Basis of Evil Eye Belief في مجلة (أنثروبولوجي أوف كانشسنس) Anthropology of Consciousness في العدد 21  عام 2010م، وتم إثبات ورصد هذه الطاقة بدقة باستخدام قطب كهربائي حساس جداً داخل نظارات ذات عزل كهربائي للتأكد من أن هذه الطاقة تأتي من العين مباشرة.

 

عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر العائن (الذي أصاب غيره بالعين) أن يتوضأ ثم يغتسل منه المعين (المصاب بعين غيره).

 

هل هذا الأمر من رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعائن الحاسد أن يتوضأ ويغسل وجهه، يفسر ما نعرفه الآن من أن مصدر الطاقة الحاسدة تخرج من العينين وما بينهما، بينما (وللعجب) أكد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المحسود المعين أن يغتسل كاملا، حيث إن طاقة العين لا يُعرف بالتحديد أين أصابت من جسد المعين، والماء كما هو معروف علميا يعادل الشحنات السالبة والموجبة، وبذلك يعادل شحنات الطاقة السالبة ويعالجها لدى المحسود.

 

وخير وقاية من هذه العين الشريرة الحاسدة الإكثار من قراءة المعوذتين اللتين أهداهما الله لنا للحفظ من شر كل حاسد إذا حسد.

 

إن العين درةٌ ثمينةٌ لا تُقدر بثمن.. أسماها خالقها الحبيبة والكريمة فقال جل في علاه في الحديث القدسي (إِذَا أَخَذْتُ مِنْ عَبْدِي كَرِيمَتَهُ أَوْ حَبِيبَتَهُ فَصَبَرَ لِحُكْمِي وَرَضِيَ بِقَضَائِي، لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا إِلا الْجَنَّةَ). وقال الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).

 

لا غرابة أنهم قالوا أن عين الشيء هي حقيقته وجوهره وأن العين مرآة النفس..

الْعَين تبدي الَّذِي فِي قلب صاحبها من الشناءة أو ودا إِذَا كانا

إن العدو لَهُ عين يقلبها لا يستطيع لِمَا فِي القلب كتمانا

وعين ذي الود ما تنفك مقلتها تبدي لَهُ محجرا بشا وإنسانا

 فالعين تنطق والأفواه صامتة حَتَّى تري من ضمير القلب تبيانا

 

ومن فقد بصره، لم يكن شيئاً يُعوض فقده إلا البصيرة..

اللهم إنا نسألك تمام حفظ البصر، وكمال سلامة البصيرة.

 

 

 

 لقراءة المقالة من صحيفة الوطن الرجاء الضغظ على الرابط أدناه :

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=17493